أغاني الأفراح من التراث الليبي
للاعلان

مُدَوَّنَةُ الْمُهَنْدِسِ نَبِيلَ دَخِيلَ الْحَاسِّيِّ تُرَحِّبُ بِضُيُوفِهَا الْكِرَامِ اهلآ وسهلآ بِكَمْ جميعآ اتمنى لَكُمْ قَضَاءُ وَقْتِ مُمْتِعٍ

أغاني الأفراح من التراث الليبي

أغاني الأفراح
 كان الزواج في ما سبق من الأمور البسيطة بساطة الحياة ذاتها الأهم فيها موافقة العروس وأهلها و أقاربها وأبناء عمومتها إذا كان العريس من خارج القبيلة ، كذلك موافقة مباركة أهل العريس ، وكان لهما دور بارز في اختيار العروس المناسبة لابنهم .
وكان لابن عمِّ العروس الحقُّ الكاملُ الذي تضمنه له الأعراف والتقاليد في الموافقة من عدمها لابنة عمه ،  ويجب أن يؤخذ رأيه أولاً ، وإذ لم يؤخذ رأيه يتدخل لمنع الزواج ولو باللجوء
للقوة ، وتسمَّى عملية المنع هذه ( التحْجِير ) أي المنع من الزواج .
وكان الوفد الذي يذهب للخطبة يسبقه في مرات قليلة جداً وفد المعاينة
للعروس ، ويتكوَّن من النساء وذلك للاطمئنان على النجاح في اختيار الفتاة المناسبة ، لكن الوفد الرسمي هو الذي يقابل ولي أمر الفتاة ويتقدم لخطبتها رسمياً ، وقد كانت العملية كلها تتلخص في الطلب والقبول أو الرفض ، فإذا كان قبولاً تقرأ سورة الفاتحة لتثبيت العهد بالخطبة والزواج وتذبح الشياه التي أحضرها الخاطبون ، ويقولون :
( فلان ذبح في فلانة ) ومع تطور الحياة الاجتماعية وانتشار الكتابة كتبوا عقد للزواج لتثبيت الشروط فقط ويسمى ( نامه ) والذي يسمَّى اليوم بعقد الزواج وهو مثبت رسمياً لدى الجهات ذات الاختصاص .
 وبعد الخطبة يجهز جهاز العروس ويحدِّد موعد العرس الذي كان ينقسم ليومين فقط اليوم الأول يحمل فيه جهاز العروس من بيت العريس إلى بيتها ويسمَّى يوم ( العلاقة ) أو يوم ( الرمو ) .
وفي الأفراح للنساء أغاني خاصة بهن تتميز عن أغاني الرجال ؛ فهي تتحدَّث عن الحدث مباشرة ولذلك تنطلق أغاني النساء نهاراً
وليلاً ، وبذلك تختلف عن أغاني الرجال التي تؤدَّى ليلاً
فقط ، ويقولون ( كل حدّ وفاهقه ) أي كلٌّ يبكي على ليلاه .
ومن الأغاني النسائية عندما ينطلق الركب بجهاز العروس تقول :
بيضه تقول حليب


طريقاً نواها غالياً


وهنا نجد التبرُّك باللون الأبيض الذي يدلُّ على سلامة النوايا ومن ثمَّة سلامة الطريق التي سيسلكونها إلى مضارب العروس وهي بالتالي تقول إنَّ هذه الرحلة بيضاء ، ولا خوف منها ، كذلك نجد طيب الفال لدى أجدادنا حاضراً دائماً ، وذلك ما يظهر جلياً في قولهن :

راني نويت عزيز


يا الفال قولي تربحي


وعندما تدخل الزفَّة وهو موكب أهل العريس نجع العروس ويقتربون من بيتها تغني إحدى النساء من الزفافات الآتي في الموكب :

أرمي له أفراش الصوب


العقل جاك جايل يا علم.

وهنا تطلب من أهل العروس النهوض لاستقبال الزفَّة  وتكريمها بما يليق بها من مظاهر الفرح والسرور .
وتقول أخرى من الزفَّافات :

وإلاَّ نعاودوا من هنا


يا فريق قولوا مرحبا


وفي هذه الغنَّاوة توجيه لأهل العروس للترحيب بالزفَّة وإن لم يرحبوا بهم سيعودن أدراجهم وتعني بالفريق هنا أهل النجع الذي تقيم فيه العروس.
و كذلك تقول أخرى من الزفَّة :

أغرب وجايلين عليك


أكبر ودير لقدار يا علم


هنا تدخل إحدى نساء أهل نجع العروس لترحب بالزفَّة وتقول :

ما لهم إلاَّ لقدار


الناس الغرب نين يالفوا.


ويبدأ السجال بين قريبات العريس وقريبات العروس بغناوي العلم حيث تقول إحدى قريبات العريس :

يا عزيز ودِّيناك


صغير سنّ وافي بالعمل.


وترد إحدى قريبات العريس :

يا عزيز ودِّيناك


بناس عال ما فيهم طزا .


أو :
يا عزيز ودِّيناك


بناس كنز ما فيهم خيا.


وبعد تناول وجبة العشاء أو الغداء والتي يأتي بها أهل العريس وتسمَّى ( سياق ) ويتكوَّن من المواشي وما يتبعها من مأكولات أخرى ، يتم وضع الحنَّاء في يد العروس من قبل أم العريس أو إحدى قريباته و تتردَّد النساء الأخريات شتَّاوة تقول فيها :
ها العجوز اللِّي حنَّاتك


حطِّيها بين عويناتك


وبعد وضع الحنَّاء تقول إحدى قريبات العريس في غنَّاوة علم :

حطِّينا عليه ختوم


عزيز بات لنا يا علم.


ومن ثم تستعدُّ الزفَّة لزفِّ العروس لبيت زوجها وهنا تقول إحدى
قريبات العريس :

يا نا خذيناها


اللِّي عند هلها وازنه

فتردُّ إحدى قريبات العروس :

حتى في الوزان ارداع


العين كيفها كيف العلم.


وحال لسانها يقول إنَّ العريس والعروس لهم وزناً ومقداراً عالياً عند الجميع ، لكن عادة ما تكون هناك بعض الحاضرات الحاسدات للعروس أو العريس أو لكليهما معاً فتقول إحداهما مثلاً :

فلانه حمامة برج


تفوج كان ما داجيتها.


فتردُّ عليه إحدى قريبات العريس رداً قاسياً وتحدِّياً واضحاً له حيث تقول :

المال عندنا ميجود


وإن فاجت نجيبوا غيرها


وفي رواية أخرى :

القدر عندنا ميجود


وإن فاجت نجيبوا غيرها.


وهنا تتدخَّل أخرى لتصليح وترميم الصدع الذي أحدثته النفوس الحاسدة والمخربة وذلك بأن تغنِّي للعريس أو العروس أوكليهما
فتقول :

مبروك يا علم ما درت


صوبك موالينا الكل.


وفي هذه الغناوة تخاطب العريس ، وتقول  :

ربيعك اللِّي حزتيه


نوار ورد وعروقه ذهب.


وهنا تخاطب العروس :
وتقول في حال مخاطبة العريس والعروس معاً :

علم في علم معلوم


وأعلمه يا علم صاحب العلم


وهنا تبدأ رحلة الزفَّة والتي قد تستغرق أياماً عديدة فتوضع العروس في الكرمود ومن حولها النساء والرجال حتى تصلَ الزفَّة نجع العريس وكانت العروس لا تتزيَّن إلاَّ في اليوم الثاني من العرس أي لا يجوز للنساء التزين إلاَّ لأزواجهن .
وأثناء مسير الزفَّة وخاصة عند اقترابها من نجع العريس أو أي نجع آخر في الطريق يقوم بواجب الضيافة للزفَّة إذ يقوم أحد الرجال بإطلاق الأشعار لأضفاء جوٍّ من البهجة والفرح ويسمَّى الرطاز والترطيز هي عبارة عن مجموعة حركات يقوم بها الرطَّاز ويردِّد  بعض الأشعار ويحمل بندقية وعند الانتهاء من الأشعار يقوم بإطلاق إطلاقه فتزغرد له النسوة ، وقد يتكرَّر الترطيز عدة مرات ؛ ومن عدة رجال وفي مجملها هي عرض للمهارات الشعرية من جانب وللمهارات القتالية من جانب آخر وتمتاز هذه الحركة بخفَّة الحركة وانسجام الأداء ويقول الرطَّاز قبل بدء عملية الترطيز :
" الزم رحيلك " وهو أمر للموكب بالوقوف وعندما تتوقف الزفَّة يقف أمام العروس ويأخذ وضع القرفصاء ويبدأ بإلقاء قصيدته التي يوجِّه الكلام أمَّا لإحدى الفتايات اللائي يرافقن العروس أو لفتاة غير حاضرة وهي تلوح في خياله ، وفي كل الأحوال يخاطب العروس نيابةً
عنها ؛ حيث يقول :

الزم رحيلك
ودِّني نشكي لك
الضحك ساعة
والبكاء مشوار
أنت يا الناوي
بوقرون ملاوي
أطريت لي سطاوي
في الغلا بيطار
جيتك نشاكي
غير ماني باكي
علي ما طرالي
في الزمان وصار
الخاطر مجوَّل
وفي ثلاث تْهّول
منهن تحوَّل
شال دار بدار
منهن السيَّة
تقطع القسميَّة
ومنهن الغيَّة
في العويل عوار
ومنهن الخونه
يا كحيل أعيونه
فضيحه عطيبه
كيف قتل الجار
ومنهن اتراك الصوب
خطا كبير ع اللِّي عارفه



ومن ثم يقوم ببعض الحركات الاستعراضية ، ويطلق في ختامها عياراً نارياً ويعطي الأذن بانطلاق الزفَّة .






Post a Comment

(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

ليبيا لليبيين يسقط الاحتلال التركي

مساحة إعلانية

اذكر الله

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري