حكاية من التراث الليبي "القدر"
للاعلان

مُدَوَّنَةُ الْمُهَنْدِسِ نَبِيلَ دَخِيلَ الْحَاسِّيِّ تُرَحِّبُ بِضُيُوفِهَا الْكِرَامِ اهلآ وسهلآ بِكَمْ جميعآ اتمنى لَكُمْ قَضَاءُ وَقْتِ مُمْتِعٍ

حكاية من التراث الليبي "القدر"


القدر
قدر له الله سبحانه وتعالي أن يقابلها على البئر ، كانت آتية لأخذ المياه وهو آتٍ  لسقاية جواده والشرب والراحة قليلاً من عناء السفر .
أعجبته وأحبها من النظرة الأولى ، هي بادلته الابتسام والود مما دفعها أن تطلب منه أن يحضر لطلب يدها من أهلها .
وعدها بذلك وعاد لأهله فرحى سعيداً باللقاء ، بعد أن غزا الحب كل جوارحه ونسي غايته من تجواله من أرض إلى أرض ، ومن نجع إلى نجع ، ومن عناء رحلة طويلة وشاقة إلى أخرى .
نسي كل ذلك ، ونسي أنه كان يبحث عن أرض ذات كلأ وماء ، وعن جيران يستقبلونهم استقبال الأحبة .. الماء والكلأ قسمة بينهم .. كما يتقاسمون المشاعر في السَّرَّاء والضَّرَّاء سواءً بسواء .
عودته أفرحت أهل النجع فخرج الجميع لملاقاته آملين أن يخبرهم بنتائج سارَّة رحلته التي يأمل الجميع أن تكون موفقة .. لكنه لم يفعل ذلك ، بل طلب من إحدى عجائز النجع أن تأتي معه لإخبارها بما يشغل باله .. ويشعل عواطف نفسه .. ويأسر عقله .. فأحتل كل لحظةٍ تفكير فيه ، بادرها قائلاً :
عمتي ، أنتِ في مقام أمي وجدتي ، وأنتِ تعلمين أن أبي وأمي انتقلا إلى دار الآخرة وأنا طفلٌ صغيرٌ ، فتكفل شيخ النجع وزوجته بتربيتي فكانا لي خير الأب و الأم .. وأنا اليوم أريد أن أطلب منك أن تذهبي لهم وتبلغيهم نيَّتي في الزواج .
قالت : ومن هي الفتاة التي اخترتها زوجةً لكَ ؟
قال : إنها فتاة عاقلة جميلة ، قابلتها على البئر أثناء رحلتي حيث كنت أسقي جوادي فيما كانت هي ترد الماء ، وهي ابنة شيخ النجع الذي رحَّب بقدومنا ومجاورتنا له .
قالت العجوز :
حسناً نرحل ـ أولاً ـ إلى تلك المضارب ومــن ثم سأبلغ والدك برغبتك بالزواج من تلك الفتاة .
أبلغ الجميع بموعد الرحيل وأعدت القافلة ، وقصدوا الدار الجديدة التي تنتظرهم بكل الحب ، وتنتظر فتاتها حبيبها بكل الشوق .
عندما وصلوا كان الجميع في استقبالهم بكل حفاوة وطيب نفوس وحسن ضيافة.
بعد أيام أبلغت العجوز شيخ النجع برغبة ابنه بالزواج من بنت شيخ النجع المضيف ، فوافق على أن تبحث الموضوع مع والدتها قبل الشروع في طلبها من أبيها ..
وذهبت العجوز لمقابلة أم الفتاة ، وعندما فاتحتها بما قدمت من أجله ، قالت أم الفتاة : هذه الفتاة ليست بنتنا ، وإنما هي يتيمة الأب والأم ، وهي في الحقيقة تربطنا صلة قرابة بأمها المتوفاة ، وبعد وفاتها أحضرت الفتاة مع جدتها للعيش معنا ، لكن جدتها توفِّيت ، والفتاة كانت صغيرة فقمت بتربيتها ، ويقال إن أهلها يعيشون في منطقة بعيدة عنا ، وإن لها أخاً شقيقاً يعيش في نجع أهلها ، لكنها لا تعرفه ، ولا نحن نعرف عنه شيئاً..!
العجوز تذكرت أن للشاب أختاً أخذتها جدتها بعد وفاة الأمِّ مباشرة ، فسألت عن اسم الفتاة فوجدته مطابقاً لاسم الطفلة ، كذلك كان عمرها متطابقاً .
أخبرت شيخ النجع بذلك فذهب بنفسه إلى نظيره المضيف وسأله عن سر الفتاة فأخبره بقصتها ، وبعد ربط الأحداث ببعضها تأكَّد أن الفتاة هي الأخت الشقيقة للشاب ، أخبر الشاب بذلك فأخذ يردد :
هانوا بلا سيَّات .. وزادوا غلاء ع العقل .. وصار يأس ما فيه الرجاء.  


Post a Comment

(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

ليبيا لليبيين يسقط الاحتلال التركي

مساحة إعلانية

اذكر الله

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري