حكاية من التراث الليبي "رجاحة العقل"
للاعلان

مُدَوَّنَةُ الْمُهَنْدِسِ نَبِيلَ دَخِيلَ الْحَاسِّيِّ تُرَحِّبُ بِضُيُوفِهَا الْكِرَامِ اهلآ وسهلآ بِكَمْ جميعآ اتمنى لَكُمْ قَضَاءُ وَقْتِ مُمْتِعٍ

حكاية من التراث الليبي "رجاحة العقل"

رجاحة عقل

بعد أن سقى أغنامه جلس على فوهة البئر ، للراحة والتبرُّد قليلاً بعد عناء يوم   ( الظمي ) وهو اليوم المخصَّص له لسقاية قطيعه ، نظر إلى قاع البئر فأخذهُ مشهد المياه وتخيلات ما بعد التعب ، ربما هو الحنين لأهله وأصدقائه ، نسس مع كل ذلك أنه على شفا
الموت ، ونسي قطيعه الذي شرب وصدر ومضى يستظلُّ بالظلال القريبة .
لم ينتبه للرجل الذي يقترب منه حتى أطلق عليه السلام فأفزعه ذلك وسقط في البئر و انتقل على أثرها إلى رحمة الله .
أهل المتوفى اعتبروا الرجل الذي أطلق السلام قاتلاً ، ويجب القصاص منه . والطرف الآخر يرى أنَّ الموت كان قضاءً وقدراً .
تدخل وجهاء القبائل والنجوع لوضع حلٍّ يرضي الجميع ، لكنهم لم يفلحوا في ذلك ، تكرَّرت جلسات الصلح الشعبي ( المواعيد ) لكنها لم تأتِ بثمارها .
وفي أحد المواعيد و الذي دعوا إليه عامة المشائخ ، وحضر
الجميع ، وبعد وجبة الغداء وتناول الشاي الأخضر ، كان من المفترض أن تبدأ المداولات والمناقشات ، لكنهم لم يبدأوا بسبب تآخر أحد المشائخ ، الجميع ينتظرون ، بعد برهة من الوقت حضر ودخل دون أن يطلق السلام على الحضور ، وجلس في منتصف البيت ، و هنا قال أحد الحضور ( عمائم فوق بهايم ) عرف الشيخ مقصده فرد عليه فوراً بقوله : ( عمائم فوق فهايم ) وأردف قائلاً : لو أطلقت السلام ومات من في البيت جميعاً أو أحدهم وبعضهم ماذا يكون مصيري . سأكون مطالباً لدى الجميع ، فالأفضل أن أدخل
بدون سلام ..!؟
هنا عرف الجميع تصنيف القضية حيث إن السلام واجب على كل مسلم ، والرجل لم يرتكب جريمة بسلامه على أخيه ، لكن ساعة الأجل وافقت السلام ، ومات الرجل قضاءً وقدراً .
فقد حلت المشكلة برجاحة العقل ، وأصبحت حكاية حتى يومنا هذا سردها الجميل عبرة و موعظة حسنة .

Post a Comment

(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

ليبيا لليبيين يسقط الاحتلال التركي

مساحة إعلانية

اذكر الله

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري