رجاحة عقل
بعد أن سقى أغنامه جلس على فوهة البئر ، للراحة والتبرُّد
قليلاً بعد عناء يوم ( الظمي )
وهو اليوم المخصَّص له لسقاية قطيعه ، نظر إلى قاع البئر فأخذهُ مشهد المياه
وتخيلات ما بعد التعب ، ربما هو الحنين لأهله وأصدقائه ، نسس مع كل ذلك أنه على
شفا
الموت ، ونسي قطيعه الذي شرب وصدر ومضى يستظلُّ بالظلال القريبة .
الموت ، ونسي قطيعه الذي شرب وصدر ومضى يستظلُّ بالظلال القريبة .
لم ينتبه للرجل الذي يقترب منه حتى أطلق عليه السلام فأفزعه ذلك
وسقط في البئر و انتقل على أثرها إلى رحمة الله .
أهل المتوفى اعتبروا الرجل الذي أطلق السلام قاتلاً ، ويجب
القصاص منه . والطرف الآخر يرى أنَّ الموت كان قضاءً وقدراً .
تدخل وجهاء القبائل والنجوع لوضع حلٍّ يرضي الجميع ، لكنهم لم
يفلحوا في ذلك ، تكرَّرت جلسات الصلح الشعبي ( المواعيد ) لكنها لم تأتِ
بثمارها .
وفي أحد المواعيد و الذي دعوا إليه عامة المشائخ ، وحضر
الجميع ، وبعد وجبة الغداء وتناول الشاي الأخضر ، كان من المفترض أن تبدأ المداولات والمناقشات ، لكنهم لم يبدأوا بسبب تآخر أحد المشائخ ، الجميع ينتظرون ، بعد برهة من الوقت حضر ودخل دون أن يطلق السلام على الحضور ، وجلس في منتصف البيت ، و هنا قال أحد الحضور ( عمائم فوق بهايم ) عرف الشيخ مقصده فرد عليه فوراً بقوله : ( عمائم فوق فهايم ) وأردف قائلاً : لو أطلقت السلام ومات من في البيت جميعاً أو أحدهم وبعضهم ماذا يكون مصيري . سأكون مطالباً لدى الجميع ، فالأفضل أن أدخل
بدون سلام ..!؟
الجميع ، وبعد وجبة الغداء وتناول الشاي الأخضر ، كان من المفترض أن تبدأ المداولات والمناقشات ، لكنهم لم يبدأوا بسبب تآخر أحد المشائخ ، الجميع ينتظرون ، بعد برهة من الوقت حضر ودخل دون أن يطلق السلام على الحضور ، وجلس في منتصف البيت ، و هنا قال أحد الحضور ( عمائم فوق بهايم ) عرف الشيخ مقصده فرد عليه فوراً بقوله : ( عمائم فوق فهايم ) وأردف قائلاً : لو أطلقت السلام ومات من في البيت جميعاً أو أحدهم وبعضهم ماذا يكون مصيري . سأكون مطالباً لدى الجميع ، فالأفضل أن أدخل
بدون سلام ..!؟
هنا عرف الجميع تصنيف القضية حيث إن السلام واجب على كل مسلم ،
والرجل لم يرتكب جريمة بسلامه على أخيه ، لكن ساعة الأجل وافقت السلام ، ومات
الرجل قضاءً وقدراً .
فقد حلت المشكلة برجاحة العقل ، وأصبحت حكاية حتى يومنا هذا
سردها الجميل عبرة و موعظة حسنة .
Post a Comment
(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)