أجرت منظمة الصحة العالمية دراسة استقصائية عن أهمية حزام الأمان، لتجد أن 75% من المشاركين لم يفهموا أهميته من الأساس.
أما في الولايات المتحدة، يستخدم ما يقرب من 90% من ركاب السيارات حزام الأمان، لتصل نسبة إنقاذه للحياة لحوالي 50%.ولم يتجاوز معدل الوفيات 11 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص في حوادث المرور، مع الأخذ في الاعتبار أن عدد المركبات المسجلة يتجاوز الـ 260 مليون مركبة، وهو عدد ضخم
تساعد أنظمة الأمان في السيارة كحزام الأمان والوسائد الهوائية من تقليل الخطر الناجم عن الإصابات في الحوادث المميتة، مما يقلل من فرص الوفاة والإصابة بالعجز لدى الركاب. فهذه الأنظمة لم تضف على السيارات كرفاهية، بل أضيفت لتصنع الفارق بين الحياة والموت.
كيف يعمل حزام الأمان والوسادة الهوائية؟
تتلخص فكرة عمل أنظمة الأمان الشخصي كحزام الأمان والوسائد الهوائية في أنها تحافظ عليك من الانطلاق خارج السيارة، أو الاصطدام الشديد بعجلة القيادة أو الزجاج الأمامي في حالة التوقف المفاجئ.
فعندما تقود السيارة -مثلًا- بسرعة 150 كيلومترًا في الساعة، وتضطر للضغط على الفرامل فجأة، ستتوقف السيارة، بينما لن تتوقف أنت، وهذا لسبب بسيط: القصور الذاتي؛ هو ميل الأجسام للتحرك المستمر حتى يبطئ من سرعتها أي عائق. وأي شيء أو شخص بداخل السيارة له قصوره الذاتي الخاص، فعندما تقود سيارتك على هذه السرعة تشعر كأنك والسيارة جسم واحد، لكن هذا ليس حقيقيًا، فعندما تصطدم السيارة بشجرة أو بعامود كهرباء مثلًا، ستتسبب قوة الاصطدام بتوقف السيارة المفاجئ، لكنك لن تتوقف، ستجد أن قصورك الذاتي منفصل تمامًا عن القصور الذاتي للسيارة.
وبدون ربط حزام الأمان أو عمل الوسائد الهوائية، إما سننطلق للخارج بسرعة 150 كيلومترًا في الساعة، أو ستصطدم بعجلة القيادة أو الزجاج الأمامي بنفس السرعة. ليتوقف قصورك الذاتي نتيجة قوة هائلة من الاصطدام، ليكون رأسك أول ما يتعرض لهذه القوة القاتلة.
بينما يطبق حزام الأمان قوة التوقف على أجزاء أكثر متانة في الجسم، وعلى مدى زمني أطول، فهو يوزع هذه القوة عبر أجزاء أكثر ثباتًا في جسدك ليقلل الضرر الناتج. فعند ارتدائه بصورة صحيحة، سيطبق معظم القوة على القفص الصدري والحوض، وهي أجزاء متينة نسبيًا من الجسم. بالإضافة لتمدده قليلًا، مما يعني أن توقفك لن يكون مفاجئًا إلى حد ما.
بينما تساهم الوسائد الهوائية في تقليل فرص اصطدام رأسك أو جسدك بأجزاء السيارة الداخلية، والتي تعمل عن طريق مستشعر يقوم بفتحها في التصادمات العنيفة نوعًا ما.
سلوكيات خاطئة قاتلة
تركب سيارتك، وتبدأ في تشغيل المحرك، لتسمع صوت هديره المحبب، ثم يتبعه صوت صفارة مزعجة (بيب، بيب، بيب) تذكرك بضرورة ربط حزام الأمان الخاص بك. يلجأ معظم قائدي السيارات إلى تشغيل الموسيقى بصوت عالٍ، أو قد يذهب البعض لأحد محلات الإكسسوار ليشتري «سكّاتة حزام الأمان» حتى يتخلص من هذه الصفارة المزعجة، مع أن هناك طريقة سهلة وبسيطة وبديهية للغاية للتخلص منها -ويا للمفاجأة- وهي أن يربط حزام الأمان.
أو قد تخشى على شكل لوحة القيادة بالسيارة من الداخل عند فتح الوسائد الهوائية فتقوم بإلغاء عملها من الأصل، بدون النظر لأهميتها بالنسبة لحياتك وما قد يكلفك من أموال في حالة التعرض للحوادث. يجادل الكثيرون حول أهمية أنظمة الأمان، ولماذا لا يحتاجونها أثناء القيادة، أو حتى إذا كنت تركب بجوار السائق فحسب، وإليك بعض السلوكيات الخاطئة الأكثر شيوعًا، والرد عليها:
سوف تنقذني الوسائد الهوائية
لا تخلو السيارات الحديثة من الوسائد الهوائية، فهي أحد أنظمة الأمان الهامة في السيارات اليوم، ولكنها نظام تكميلي لحزام الأمان. فهي بالطبع توفر حماية إضافية أثناء الحوادث، ولكن بشرط استخدامها وأنت ترتدي الحزام بصورة صحيحة.
خلصت دراسة للتصادمات الأمامية عام 2007، حيث كانت جميع السيارات التي شملتها الدراسة بها وسائد هوائية، أن الركاب الذين لم يرتدوا حزام الأمان كانوا أكثر عرضة للموت أو الإصابات الخطرة بمقدار الضعف ممن ارتدوا الحزام بالفعل أثناء التصادم. وبالإضافة لذلك، لن تُفتح الوسائد الهوائية إلا إذا كان الاصطدام عنيفًا بالقدر الكافي لكي تعمل، فهي غير مصممة لتُفتح في أي تصادم؛ لذا إن لم تكن ترتدي حزام الأمان في الاصطدامات البسيطة، ستتعرض -على أقل تقدير- للإصابة في رأسك أو في صدرك بسبب الارتطام بعجلة القيادة.
لا أحتاج للوسائد الهوائية، سوف تتلف لوحة القيادة أو التابلوه الأمامي
كما ذكرنا في النقطة السابقة، تعد الوسائد الهوائية نظامًا تكميليًا للأمان في السيارة، فهي لا تغني عن حزام الأمان، لكنها ضرورية لمزيد من الحماية أثناء التصادم؛ فهي تقلل من فرص اصطدام رأسك وجسدك بأجزاء السيارة مثل عجلة القيادة أو الزجاج الأمامي.
ومن غير المنطقي نهائيًا أن تخشى على شكل السيارة من الداخل، ولا تخاف على حياتك وحياة الركاب معك!
إرسال تعليق
(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)