المناضل باتريس لومومبا
كان رئيس الوزراء السابق للكنغو الديمقراطية ، وهو من الذين تركوا بصمات في تاريخ إفريقيا المعاصر ، حيث كرَّس حياته في النضال لتحرير الشعب الكونغولي من الهيمنة الاستعمارية إلى جانب جهوده المبذولة في بلورة فكرة الوحدة الإفريقية وفي هذا السياق شارك في مؤتمر الوحدة الإفريقية المنعقد في أكرا(غانا)عام 1958م واجتمع بكُوامي انكروما.
ويشار إلى أن ذاك الاجتماع عمق فكرة الوحدة الإفريقية في وجدان الكونغولي ومتن علاقته ببقية القادة الأفارقة من أمثال جمال عبد الناصر و أحمد سيكو توري وكوامي نكروما. وقد سُجل نضال لومومبا لاستقلال كونغو بماء الذهب في صفحات التاريخ الإفريقي المعاصر كما طالت جاذبيته أرجاء بلاده وخارجها لتعم القارة بأكملها، لكن حضوره في كافة الميادين النضالية الهادفة إلى استقلال بلاده جعله عرضة للاعتقالات المتكررة ودخول السجن.
والمبادئ التي تميز بها نضاله لتحقيق الاستقلال اتسمت بالسلمية ونبذ العنف والشجاعة وقوة الإرادة ساعيا وراء تحقيق العدالة الاجتماعية ورافضا حضور المستعمر ونهب ثروات البلدان الإفريقية مشيرا إلى " أن الحرب التي نتعرض لها من القوى الاستعمارية تحت الذرائع الواهية وبدعوى الحرب على الشيوعية إنما هي تخفي نوايا حقيقية غير معلنة لكون هذه القوى الاستعمارية لا تتعاطف إلا مع عملائها من القادة الأفارقة الذين خانوا شعوبهم، وما حلَّت بربوعنا في إفريقيا إلا لنهب ثرواتنا وذلك بالتآمر مع هؤلاء القادة الفاسدين".
وتم اغتيال باتريس لو مومبا بأمر من المستعمرين في 17يناير 1971م حيث قتل عن عمر يناهز (53عاما) ، غير أنه يظل راسخا في تاريخ إفريقيا المعاصر وذلك اعترافا لنضاله ومواقفه المشرفة.
إرسال تعليق
(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)