محاورة بين الأب والابن
تقول الحكاية :
كان أحدهم فقيراً لا
يملك من حطام الدنيا شيئاً ، لكن كانت هناك عادات حميدة يعمل بها أجدادنا ، و منها
عدم ترك الفقير والمحتاج والوقوف معهما ومساعدتهما مادياً ومعنوياً ، ولعل من أبرز المساعدات إعطاءه بعض الأغنام
تسمَّى ( المنيحة ) وهي بدون
ثمن ، يأكل منها المحتاج ويشرب من حليبها . حتى لا يحتاج لمدِّ يده للناس ، و الجانب الأكثر إشراقاً في هذه العادات هو الحفاظ على أبنائه من الانحراف بسبب الفقر والحاجة ، والبقاء على تماسك الأسرة ومن ثمة تكاتف أهل النجع وتكافلهم من أجل الحياة الكريمة الطيبة .
ثمن ، يأكل منها المحتاج ويشرب من حليبها . حتى لا يحتاج لمدِّ يده للناس ، و الجانب الأكثر إشراقاً في هذه العادات هو الحفاظ على أبنائه من الانحراف بسبب الفقر والحاجة ، والبقاء على تماسك الأسرة ومن ثمة تكاتف أهل النجع وتكافلهم من أجل الحياة الكريمة الطيبة .
وهذا ما حصل لذاك الفقير ، فقد إعطاه أحد جيرانه بعض الأغنام
للعيش منها وكان له ابن شاب فكلَّف ابنه برعيها .
ابنه أحب إحدى فتيات النجع ، ووعدها بالزواج .
نظراً لأنه فقير ووالده لا يستطيع أن يدفع لها المهر انتظرت
الفتاة سنوات حتى يستطيع أن يكوِّن نفسه ويتقدم لخطبتها ، وفي كل مرة يتقدم إليها
خاطب كانت الفتاة ترفضه بالرغم من إصرار أسرتها ، لكن لم يستطيعوا إرغامها
لإيمانهم بأن ( بيت الزرَّ مهدوم
) كما يقول المثل الشعبي .
وبعد سنين من الانتظار قالت الفتاة لعشيقها : " أفعل شيئاً
، فقد رفضت الكثير من الرجال بحجج قد لا تصلح في المرات القادمة " .
فكر مليّاً .. قلَّب الأمور ..
درس حالته وحالة أسرته ... لم يجد أيَّ أمل في الزواج منها .
ظلَّ لأيام مفكراً في الأمر ، حتى توصل إلى حل واحد وهو أن يبيع
الأغنام ( المنيحة ) التي قرب موعد ميلادها .
قال لوالده إنه اليوم سيرعى في منطقة بعيدة ، وسيغيب لأيام .
وذهب بها إلى السوق وباعها .. بعد أسبوع عاد إلى النجع بعد غروب
الشمس حتى لا يراه الناس بدون أغنامه .
وكان في النجع عرسٌ لأحد أبنائه ، وكانت تقام حفلة ( كشك)
.. اقترب منه فلم يرَ والده بين الرجال في (
الصابية ) طلبوا من أحدهم أن يغني ( غنَّاوة علم ) وهو يرفض
.
هنا دخل الشاب إلى ( الصابية ) ، وغنى ( غنَّاوة علم
) قال فيها :
العقل من ضلال أرياه
جلب منايحه وان ارغثن.
سمع أبوه الغنَّاوة فعرف ما فعل ابنه بالأغنام ، فدخل الصابية و
( شتى ) لابنه فقال:
( شتى ) لابنه فقال:
جلبهن وجعنهن ما يجنْ
إن كان جابن بوعقد يرنْ
إرسال تعليق
(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)