حكاية من التراث الليبي الأب والابن
للاعلان

مُدَوَّنَةُ الْمُهَنْدِسِ نَبِيلَ دَخِيلَ الْحَاسِّيِّ تُرَحِّبُ بِضُيُوفِهَا الْكِرَامِ اهلآ وسهلآ بِكَمْ جميعآ اتمنى لَكُمْ قَضَاءُ وَقْتِ مُمْتِعٍ

حكاية من التراث الليبي الأب والابن

محاورة بين الأب والابن
تقول الحكاية :
 كان أحدهم فقيراً لا يملك من حطام الدنيا شيئاً ، لكن كانت هناك عادات حميدة يعمل بها أجدادنا ، و منها عدم ترك الفقير والمحتاج والوقوف معهما ومساعدتهما مادياً ومعنوياً ،  ولعل من أبرز المساعدات إعطاءه بعض الأغنام تسمَّى ( المنيحة )  وهي بدون
ثمن ، يأكل منها المحتاج  ويشرب من حليبها . حتى لا يحتاج  لمدِّ يده للناس ، و الجانب الأكثر إشراقاً في هذه العادات  هو الحفاظ على أبنائه من الانحراف بسبب الفقر والحاجة ، والبقاء على تماسك الأسرة  ومن ثمة تكاتف أهل النجع وتكافلهم من أجل الحياة الكريمة الطيبة .
وهذا ما حصل لذاك الفقير ، فقد إعطاه أحد جيرانه بعض الأغنام للعيش منها وكان له ابن شاب فكلَّف ابنه برعيها .
ابنه أحب إحدى فتيات النجع ، ووعدها بالزواج .
نظراً لأنه فقير ووالده لا يستطيع أن يدفع لها المهر انتظرت الفتاة سنوات حتى يستطيع أن يكوِّن نفسه ويتقدم لخطبتها ، وفي كل مرة يتقدم إليها خاطب كانت الفتاة ترفضه بالرغم من إصرار أسرتها ، لكن لم يستطيعوا إرغامها لإيمانهم بأن ( بيت  الزرَّ مهدوم )  كما يقول المثل الشعبي .
وبعد سنين من الانتظار قالت الفتاة لعشيقها : " أفعل شيئاً ، فقد رفضت الكثير من الرجال بحجج قد لا تصلح في المرات القادمة " .
فكر مليّاً .. قلَّب الأمور ..  درس حالته وحالة أسرته ... لم يجد أيَّ أمل في الزواج منها .
ظلَّ لأيام مفكراً في الأمر ، حتى توصل إلى حل واحد وهو أن يبيع الأغنام ( المنيحة ) التي قرب موعد ميلادها .
قال لوالده إنه اليوم سيرعى في منطقة بعيدة ، وسيغيب لأيام .
وذهب بها إلى السوق وباعها .. بعد أسبوع عاد إلى النجع بعد غروب الشمس حتى لا يراه الناس بدون أغنامه .
وكان في النجع عرسٌ لأحد أبنائه ، وكانت تقام حفلة ( كشك) .. اقترب منه فلم يرَ والده بين الرجال في (  الصابية ) طلبوا من أحدهم أن يغني ( غنَّاوة علم ) وهو يرفض .
هنا دخل الشاب إلى ( الصابية ) ، وغنى ( غنَّاوة علم ) قال فيها :
العقل من ضلال أرياه         جلب منايحه وان ارغثن.
سمع أبوه الغنَّاوة فعرف ما فعل ابنه بالأغنام ، فدخل الصابية و
( شتى ) لابنه فقال:
جلبهن وجعنهن ما يجنْ        إن كان جابن بوعقد يرنْ

وهنا عرف أهل النجع القصة فزوَّجوه الفتاة ، وأقاموا لهما عرساً كبيراً ، وأعطوه منايحَ أخرى لكي يعيش منها سعيداً مطمئناً ، آمناً من الجوع والتشرُّد ؛ فقد كان للضيف عندهم تقديرٌ كبيرٌ واعتناءُ لا مثيلَ له.


إرسال تعليق

(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

ليبيا لليبيين يسقط الاحتلال التركي

مساحة إعلانية

اذكر الله

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري