قامت قناة « الجزيرة » بجرائم لن تمحى من ذاكرة التاريخ ،منها قضية هشام منصور بوعجيلة شوشان وهو جندي ليبي ينحدر من منطقة العجيلات ، غرب البلاد ، وكان من العسكريين العاملين في المنطقة الشرقية ، وتم القبض عليه من المتطرفين الاسلاميين والمغرر بهم مما يطلق عليهم "ثوار" الذين علقوه في جسر في مدينة البيضاء ثم سخلوا جلده وهو حي ، وبينما كان يصرخ بلهجته الليبية كما تم حرق بعض الجنود من قوات الشعب المسلح في البيضاء وذبح البعض الاخر في مدينة شحات والتنكيل بهم ، بثت قناة الجزيرة شريط الفيديو مع كتم الصوت ، ثم علقت على المشهد بأن يتعلق بالقبض على مرتزق افريقي يقتل المدنيين المناهضين للقذافي
كما قامت القناة القطرية بعرض شريط فيديو للضابط المبروك الحر وعدد من رفاقه وهم قتلى ، وتبين أن الصور التي عرضت كانت مقتطعة من شريط يتضمن تحقيقا مع العسكريين من قبل تنظيم القاعدة وا "الثوار" الذي نفذ فيهم حكم الاعدام رميا بالرصاص ، لكن « الجزيرة » قالت أن من قتلهم هو نظام القذافي لأنهم رفضوا إطلاق النار على المحتجين ، وفي اكتوبر ٢٠١٢ بثت قناة الجزيرة أدعاءات بوجود عدد من قيادات النظام السابق في مدينة بني وليد ، تمهيدا لهجوم كاسح قادته ميلشيات 17 فبراير على المدينة نتيجة رفضها الأنصياع لجماعات الاسلام السياسي ما تسبب في مقتل وأصابة المئات وتهجير الألاف من السكان المحليين
أن قطر كانت منذ بداية الأحداث الداعم الأبرز للجماعات الارهابية وخاصة المرتبطة بتنظيم القاعدة ، وقد سعت لتجعل من تلك الجماعات جناحا عسكريا لجماعة الإخوان المسلمين ، وهو ما حصل فعلا من خلال تأسيسها لتنظيم أنصار الشريعة في ليبيا ، كما عملت على تمكين الأحزاب الاخوانية في ليبيا من الوصل الى الحكم ،وكان هدفها الأول في العامين ٢٠١١ و٢٠١٢ هو بناء الكيان الموحد تحت حكم الإخوان من تونس الى قطاع غزة مرورا بليبيا ومصر
كما أن قطر كانت تصر على وضع زعيم الجماعة المقاتلة المرتبط بتنظيم القاعدة بعيدا عن المعارك التي أدت الى الإطاحة بالنظام الصامد ، وفي يوم سقوط طرابلس ، نقلته الى قلب العاصمة ،وقدمته على أنه صانع التحرير عبدالحكيم بالحاج ، ثم فرضته ليكون رئيس المجلس العسكري لمدينة طرابلس ، وخلال تلك المرحلة كانت القوات القطرية تضع يدها على الوثائق والمستندات وكامل أرشيف الدولة الليبية بينما كان أتباعها من قادة الميلشيات "الثوار" ينهبون المصارف والشركات والمحال التجارية ومنازل كبار المسؤولين ورجال الأعمال ليجمعوا ثروات كبرى
أن قطر هي التي أوصت بتصفية العقيد الراحل معمر القذافي بعد إلقاء القبض عليه ، وتشير المصادر الى حكام قطر كانوا يخشون في تلك المرحلة تكرار سيناريو محاكمة الرذيس العراقي الأسبق صدام حسين ، وما قد يصرح به القذافي من معلومات حول الدور التخريبي للدوحة في المنطقة العربية ومؤامراتها على بقية الدول العربية بمافيها دول الخليج ،وهي معلومات كان القذافي جمعها عبر أجهزة المخابرات الليبية
كما اشار الدكتور محمد الزبيدي، أستاذ القانون الدولي الليبي ، إن قطر لعبت دوراً سيئاً وخبيثاً فى ليبيا منذ فبراير ٢٠١١، لافتا إلى أن الحكومة القطرية منذ أن بدأت الأحداث فى ليبيا فى ١٥ فبراير ٢٠١١بدأت عبر آلياتها الإعلامية فى إثارة الفتنة والانقسامات بين أبناء الشعب الليبي، فيما شجعت على العنف والقتل عبر الدعاة الذين يأكلون على موائدها ، وهم الذين افتوا بإراقة دماء الليبيين، وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي، والذي قال نصاً ” اقتل القذافي ودمه فى رقبتي” وهذه دعوة علنية للقتل، وجريمة يعاقب عليها كافة الشرائع والأديان السماوية.
وأضاف الزبيدي أن قطر قامت بمد الجماعات المتطرفة في ليبيا بالمال والسلاح، وتولت إنزالهم فى قاعدة طبرق أمام مرأى العالم، على الرغم من القرار الأممي بحظر السلاح على ليبيا، مشدداً على أن ما فعلته قطر في ليبيا منذ ٢٠١١يفوق كل تصور.
وأكد الزبيدي أن قطر خرقت مواثيق الجامعة العربية فيما يتعلق بسيادة الدول، وميثاق الأمم المتحدة، وبالتالي فالدماء التي أريقت فى ليبيا، والدمار الذي تعاني منه البلاد وتوغل الميلشيات المسلحة والمتطرفة التي قدمت من أفغانستان والعراق، والسودان، ونجيريا ، تقف وراءه قطر.
وسيبقى أمام الليبيين زمن طويل كي يستذكروا جريمة قطر في حق وطنهم ودولتهم ، وهي جريمة تم إلباسها عباءة الدين ، وتلميعها بشعارات الديمقراطية الزائفة ، فأزدانت في عيون السذج ، واستفاد منها الخونة والعملاء ، غير أن آرداة الشعب أبت أن تمنحها فرصة العبور الى التنفيذ الفعلي ، فبعد سبع سنوات ، لا تزال قطر تحلم بالسيطرة على ليبيا ، وكلما مر يوم ، كان الفشل إليها أقرب.
إرسال تعليق
(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)