رحيل المقرون
( رحيل
المقرون ) قصيدة للشاعر حسين العلواني من
مواليد 1864 ف ، وقد انتقل إلى جوار ربِّه سنة 1974 ف عن عمر يناهز المئة وعشر سنوات ، بالمدينة المنوَّرة أثناء أدائه لفريضة الحج .
مواليد 1864 ف ، وقد انتقل إلى جوار ربِّه سنة 1974 ف عن عمر يناهز المئة وعشر سنوات ، بالمدينة المنوَّرة أثناء أدائه لفريضة الحج .
رحيل المقرون تحكى قصةَ مأساةٍ ، وتاريخَ حقبةٍ سوداءَ ، وظلمٍ
وجورٍ لحقا باللِّيبيِّين ، بل بالإنسانيَّة بأكملِها ، رحيل المقرون صفحة من
صفحات الجهاد اللِّيبيِّ الذي زجَّ به في معتقلاتٍ جماعيَّةٍ من أجل أن تقتل روح
المقاومة والجهاد فيه ، لكن للوطن رجالاً بايعوه بيعة الكرامة والشرف ، ولأولئك
الرجال أحفاد طهَّروا الأرض من براثن الاستعمار الإيطالي البغيض .
ومن أجل التاريخ ، ومن أجل التذكير ، ومـن أجل الأجيال الآتية
رأيت أن من الأهميَّة ذكر قصة رحيل نجع
( بيت عبد ، قبيلة البراعصة ) ومن معهم من القبائل الأخرى لندرك حجم المعاناة والألم والظلم الذي عاناه أجدادنا ، ومـدى التضحيات التي قدموها من أجل حرية و كرامة هذا الوطن الغالي .
( بيت عبد ، قبيلة البراعصة ) ومن معهم من القبائل الأخرى لندرك حجم المعاناة والألم والظلم الذي عاناه أجدادنا ، ومـدى التضحيات التي قدموها من أجل حرية و كرامة هذا الوطن الغالي .
يقول ابن الشاعر ( الحاج سعد حسين العلواني ) إنَّ والده
قال هذه القصيدة ليلة عيد الأضحى في المعتقل ، فلم يكن لديهم أضاحٍ ، كما أنَّ
القائدَ الإيطاليَّ قرَّرعدم إعطائهم عطلة بمناسبة العيد ، علماً بأن جميع
المعتقلين يعملون في شقِّ الطرق ، وفي خدمات شاقة أخرى دون أيِّ مقابل ، تقول
القصيدة :
ما من أياماً زاهيت
ورينا
يا من أيام في الجبل ريناهن وما من أموالاً من الفريق ايمدِّن لا لهن حكر ينجاب لا ينعدَّن ويا ما هلبنا من ازراعه صابه فِتْنَاهِن وشلنا بلخمام وهلنا وثاني كدسنا في الشطوط حبسنا وردَّها بالسافي جبر بالسيَّافي وفاتوا أموِّل للبهايم باهي ويا ما قنينا من بنات الغرَّه ويا ما سيَّبوا لجواد من ذحذاح عريض اللبب وافي قينه كلَّموا في ساعه ركبوا زعزاعه كلايم يطجَّن في الرحيل يلزَّن وين ما جملنا ع الغريب نزلنا نوفتات عطانا قادِّين أوتانا برضنا شدَّينا في السوق ما رتخينا بيوتنا بنَّينا وَنَزْلنا قادينا وثاني جملنا لبوترابه شلنا وفزَّع كلايم دايرات ظلايم ورحَّل الشاويَّه والبقر جمليَّه وتقول ع السمينه عندهم اتشبلينه من ميلة زمانا سعينا طشَّانا ليله قليبه ليلة التضبيبه فسدت العوامر وبات جملي سامر لمباكر سحبنا شور برقه طبنا وين م لفينا للطيلمون وجينا قعدنا انحيروا ننزلوا ونطيروا لمباكر مشينا جبر غصب علينا خلانا ع الدقيله في حياة قليله هذا عزاكم الصبر من مولاكم ورا الدنيا قديمه عندها تسقيمه وثاني غشيمه عندها تبريمه اتباعد أصحابك من جميع اجنابك وخلين قبلنا اقصور عوالي ورادا علينا وهي تعكر فينا ما من أياماً في البرور نزلنا واليوم ع البراذع والحديد ادملنا ما من أياماً زاهيت ورينا |
وزالن أفواح العيد
ما طقينا
يزهَّن البال ويطلقن لنظار يجنَّك كما سافي جراد وطار زدواتك يجنَّك دايرات شرار وياما هلبنا من ابيار عمار وما نحسبوها غير شيلة دار وتمَّت علينا ضاربه دوَّار وجاب عيت عبد وسيَّبوا العقار يسوق بضين تقول موج ابحار اللِّي ع المناهل دايره دودار يجيك يتراكش فوق من المسمار مجدوب راكبه كيف من اسمع بندار وتمُّوا يشيلوا وفوقهم نظار ولا ع العواقل رادِّين اشوار بتنا حطيط تقـول نضد غمار شمَّرنا وما بيَّن الفجر شرار جينا لطلميثه عقاب نهار وما نحسبوها غير حدّ الدار عطانا أيَّام هن راحة الدوَّار وشكَّت حذا الفرقان خطّ النار خذتن البنده طرد لزّ أحقار كلوها احذا هلها وهم حِظَّار تمَّ رمايم ع الطريق اسطار هاذيك ليلة النزله لبوجرَّار وما منلي حفت ع للمسمار ورانا كلايم دايرات ازوار لفوا مشايخنا جلِب سمسار اجباحه عليهـن غايبات اميار نزلنا ع المقرون دار عقار وطقّ الشبردق من حذا لكتار لا تعتبوا ع الوقت يا حضَّار إن رضيت عليك تقابلك بشكار تعاود عليك تقول يا ستَّار وتخلِّي عليك العامرات دمار غبين علاليهن وكل أثمار وبالكم أقرب ميجالنا وأوفينا وما من طرب رينا بمال وهلنا باله وفاس وزابَّه في ايدينا وزالن افواح العيد ما طقينا |
إرسال تعليق
(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)