مواصفات الزوجة
للاعلان

مُدَوَّنَةُ الْمُهَنْدِسِ نَبِيلَ دَخِيلَ الْحَاسِّيِّ تُرَحِّبُ بِضُيُوفِهَا الْكِرَامِ اهلآ وسهلآ بِكَمْ جميعآ اتمنى لَكُمْ قَضَاءُ وَقْتِ مُمْتِعٍ

مواصفات الزوجة


مواصفات الزوجة
تقول الحكاية :
أخبر أمه بنيَّته الزواجَ على أن تختار له الزوجة المناسبة التي تعيش معها كبنت لها ، الأم بدورها أسعدها الخبر الذي كانت تنتظره منذ فترة ليست بالقصيرة ، لما لا وهو ابنها الوحيد ، ولديهم من المال ما يضمن له القيام بتكاليف العرس ، ويؤمِّن له مستقبلاً طيباً ، الأم أخبرت زوجها فهو صاحب الأمر والنهي والكلمة الفصل في حياة الأسرة ، الأب لم يبدِ أي اعتراض لكنه فكَّر ملياً ثم قال لزوجته : إنه يريد أن يختبر ابنه في مدى معرفته بالنساء ، وكيف يستطيع أن يختار الزوجة المناسبة التي تعينه على نوائب الدهر .
في اليوم الثاني أحضر الوالد كبشاً من أغنامه وطلب من ابنه أن يأخذ الكبش ويبيعه ويصنع من صوفه عباءة ، ويأتي له بمئة جرام من عظامه ، ويأتي بثمنه كاملاً دون نقصان .
عرف الابن قصد أبيه وهو اختبار مقدرته على مجابهة أمور الحياة وتفصيلها ، وتحليل مواقفها من خلال التصرف بالكبش . 
أخذ الكبش ورحل ، كان كلما مرَّ بنجع سألوه عن الكبش ، و بأي سعر يبيعه ، فيقول لهم : إنه يريد منه عباءة و مئة جرام من العظام وثمنه كاملاً .. يستغربون طلبه ومن ثمَّ ينصرفون ، وهكذا استمرَّ في رحلته بين النجوع حتى أتى على نجع به فتاة عاقلة تصرِّف
الأمور ، وتفهم خفايا الأحداث ومغزى الأحاديث فقالت له :
اترك الكبش عندي واذهب وابحث له عن مشترٍ وفق شروطك ، على أن لا تتنازل عنها أبداًً ..!
ترك الكبش وذهب يبحث عن مشترٍ ، دخل الصحراء ونفد ما معه من ماء وأكل ، وأنهكه الجوُّ الحارُّ ، والطرق الوعرة وكثبان الرمال ، في طريقه لمح من بعيد شجرتين إحداهما عالية وهي الأقرب
إليه ، والأخرى منبسطة على سطح الأرض ، ذهب للعالية على أمل أن يجد بها ما يقتات بـه ، لكنه وجدها يابسة لا ثمار بها ، ولا ظل لها ، ولا ماء بالقرب منها ، ووجد مكتوباً عليها :
مو شهير غير نباك      أفعالك عطيبات ما اثمرن
تركها وذهب لتلك التي على ترتفع قليلا عن سطح الأرض بقدر طول قامته فوجد بها تمراً و ماءً فأكل وشرب وحمد الله،  و وجد مكتوب عليها :
يسير من مواطي لرض        يـا العين ثاريت العلم
بعد راحة في ظل الشجرة قرَّر مواصلة الرحلة ليبحث عن من يشتري الكبش وجد في طريقه وادياً ملئ بالأعشاب والورود ، ووجد ناقتين صغيرتين تأكلان العشب ، وهما بصحة جيدة ، ووجد جملاً نائماً متقدماً في السنِّ ، والناقتين يسيران مسافة منه ويعودان إليه ، اقترب فوجد مكتوباً على الجمل غنَّاوة علم تقول :
جابهن جفــا ليــام         علــي عويل مو قيساً الهن
ذهب وجاء على بيت فاقترب وأطلق السلام فخرجت من البيت فتاة جميلة ردَّت عليه السلام وقالت له : تفضل :
قال لها : أين أهل البيت ؟
قالت : أبي ماشي يندم ، وأمي ماشيه تجهل ، وأخي ماش يطلق في ريح على ريح .
استغرب ردَّها ، إذ لم يفهم منه شيئاً ، فطلب منها التوضيح .
قالت : أبي ماشي يحرث الأرض ، إن جت صابة قال ياريتني
كثرت ، وإن جت عطيبه يقول ياريتني ما حرثت .
وأمي ماشيه تجهل ، ماشيه تبكي على ميت ، وتندب خدودها
عليه ، وهذا جهل .
 وأخي ماشي يطلق في ريح علي ريح ، ماشي يصيَّد يطلق في طير على طير.
تركها وذهب يبحث من جديد عن من يشتري كبشه ، وأخذته الأيام والشهور وهو يبحث دون جدوى ، بعد تفكير قرر العودة بالكبش لأبيه ليخبره بعجزه عن بيعه بشروطه .
عاد أدراجه إلى الفتاة التي أخذت الكبش منه ، وصل إليها وأخبرها برحلته وما فيها من حكايات عجيبة غريبة ، أبلغها بنيته بالعودة إلى أهله بعد أن عجز عن بيع الكبش بشروط أبيه فقالت له :
إنَّ العباءة جاهزة ، وهي من صوف الكبش الخالص .
فرح كثيراً لأن أحد الشروط قد توفر ، و لا يزال هناك شرطان .
قالت له الفتاة : اذهب بالكبش إلى السوق وبعه لجزار ، واطلب منه أن يعطيك القرون .
ذهب إلى السوق وباع الكبش للجزار وأحضر ثمنه والقرون وأعطاها للفتاة.
 قالت له : أذهب بالعباءة والقرون والمال إلى أبيك وأنظر ماذا يقول لك .
عاد الشاب فرحى سعيداً ، كما فرحت بعودته أمه وأسرته وأهل
النجع .
قدَّم لأبيه العباءة والقرون والمال ، فقال له أبيه : كيف كانت رحلتك ؟
أخبره بأمر الفتاة التي صنعت العباءة وأشارت عليه بالكيفية التي يبيع بها الكبش ، كما أخبره بأمر النخلتين ، وما كتب عليهما ، وبأمر الجمل والناقتين والفتاة التي ووجدها في البيت بمفردها .
قال له أبيه :
النخلة العالية هذه هي بنت الشيخ ، فهي ذات صيت وسمعة ولكنها لا تصلح لتكون زوجة في العادة ، وهي مرتبطة بصيت والدها.
والنخلة القريبة من الأرض هي فتاة من عامة الناس ، وسمعتها طيبة فهي كريمة وعاقلة يستظل بها الرجل الذي يتزوَّج منها .
والجمل هو الرجل الكبير الذي يتزوج من فتاتين لماله ، فلا وزن له إلاَّ ما يملك من مال .
والفتاة التي وجدتها في البيت بمفردها هي فتاة لا تستر زوجها ، ولا تحفظ أسراره ، ولا تصون سمعته ، أما الفتاة التي صنعت العباءة فهي زوجتك فهي تجيد التدبير وتصنع من اللا شيء شيئاً .
فذهب الوالد مع مشائخ النجع وطلبوا يدها من أبيها ، وكان النصيب بينهما ، وعند زفافها أخبرته أنها عرفت قصد أبيه من أول
وهلة ؛ وهو الحرص على اختيار الزوجة الصالحة لابنه .


إرسال تعليق

(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)

ليبيا لليبيين يسقط الاحتلال التركي

مساحة إعلانية

اذكر الله

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث واضغط إنتري