الراعي والزواج
كان راعي الأغنام ذا
سمعة طيبة ، وأخلاق حميدة فقد كان يبذل كل ما في وسعه للمحافظة على القطيع ، الأمر
الذي قرَّبه من صاحب الأغنام فاعتبره ابناً له ، وطرح عليه فكرة الزواج على أن
يختار الراعي الزوجة المناسبة ، وعلى ان يوفر صاحب القطيع الذي يقال له ( الْمعلِّم
) ، كل المصاريف من المهر والبيت
والأمتعة ، فرح الراعي بهذا العرض .
في اليوم الثاني سرح مع قطيعه ، وأثناء الرعي أتته فتاة جميلة
.. تحدَّث معها .. فأعجبته .. عرض عليها الزواج منه فوافقت .
في المساء ذهبت معه إلى بيت المعلِّم ، وأخبره بعثوره على
الزوجة المناسبة قال المعلم : دعها مع
صاحبة البيت و" الصَّبَاح رباح " .
و في الصباح استيقض الجميع ، وعندما رأى المعلِّم الفتاة غيِّر
كلامه ، وقال للراعي : " إنَّ هذه زوجة معلِّم وليست زوجة راعٍ ..!؟ " .
ذهب الراعي واشتكى لشيخ النجع ، وأحضرت الفتاة لبيت
الشيخ ، وعندما رآها الشيخ قال : " هذه يجب أن تكون زوجة الشيخ وليست زوجة المعِلم أو الراعي " .
ذهب الراعي والمعلِّم إلى القاضي واشتكيا الشيخ .. وأحضرت
الفتاة فنظر إليها القاضي ملياً ثم قال : " هذه يجب أن تكون زوجة قاضٍ وليست
زوجة للشيخ أو الراعي أو المعِلم ".
ذهب الشيخ والراعي والمعلِّم إلى الحاكم ليشتكوا إليه القاضي
... وأحضرت الفتاة ونظر إليها ثم قال : " هذه زوجة حاكم ولن تكون زوجة
للقاضي أو الشيخ أو الراعي أو المعلِّم ".
اشتدَّ النقاش فتدخلت الفتـاة قائلة : " لا تتشاجروا
بسببي .. فلديَّ رأيٌ مهمٌّ : سأقف هناك ثم أركض واركضوا خلفي ، والذي يمسك بي
سأتزوجه ".
ابتعدت عنهم خطواتٍ ثم
ركضت مسرعة ، والجميع يركضون خلفها .. ولم يتمكنوا من الإمساك بها حتى يومنا هذا
..!!
|
|
إرسال تعليق
(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)