البيضة
كان مدلَّلاً جداً ،
كيف لا وهو ابنها الوحيد .. كل طلباته كانت مستجابة .. أفعاله وأقواله تمجَّد حتى
وإن كانت أخطاء .. وإن كانت تَسئ لأمه وجيرانه ، وتقلق أصحابه وكل معارفه .
ولكن أمه تتقَّبل كل ما يفعل بصدر رحب ، ولا توجِّه إليه أي نقد
أو لوم أو توجيه نحو الفضائل ، ونحو ما يجب فعله ، ولكنه كان تعصباً أعمى أدَّى
إلى انحرافه .
يوماً ما أتى إليها ببيضةٍ واحدةٍ .. شكرته عليها دون تسأله عن
مصدرها والطريقة التي تحصَّل بها عليها .
صار كلَّ يومٍ يأتي بشيءٍ جديد حتى أصبح سارقاً محترفاً .. وفي
يومٍ من الأيام قُبضَ عليه في قضية سرقة ، ووجب عليه القصاص وهو قطع اليد جزاءً
لما اقترف من جرائم كما نصَّت الشريعة الإسلامية على ذلك .
حزنت أمُّه عليه كثيراً ، صارت تقضي معظم وقتها في البكاء
والعويل .. ذهبت للقاضي من أجل تخفيف الحكم عليه ، أ حضر ابنها السارق ، أصبحت
الأم تتوسَّل للقاضي و للحضور ، لكن ابنها ردَّ عليها قائلاً:
لو كان تريديني ، من
يوم الدحية نهيتيني .
و في رواية أخرى يقول :
إن كان فيه وصيَّه ، من يوم جيبتي للدحيَّه .
إرسال تعليق
(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)